[لا يظفرُ بذاتِ الدِّينِ إلا من كانَ قلبُهُ معلَّقًا بالدِّينِ!] للشيخِ: عبد الله البخاري حفظه الله تعالىَ.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقطعٌ من موقعِ ميراث الأنبياء
وهو جزءٌ من خطبة جمعة للشيخ الفاضل:
عبد الله البخاري
حفظه الله
،،،
"أيها المؤمنون! يقولُ النبيُّ الكريمُ _صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه_كما في "الصّحيحين" في حديثٍ وفيه:
((فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ!))
هذه هي الزوجةُ التي يحثُّ الشَّارعُ على تحصيلِها، والرِّضا بها!
ويدعو على من أرادَ غيرَها، وزهدَ فيها، ورغَّب عنها!
ومعلومٌ بداهةً _أيُّها المؤمنون_ أنَّهُ لا يَظفرُ بذاتِ الدِّينِ إلا من كانَ قلبُهُ معلَّقًا بالدِّينِ! وكانتْ نفسُهُ من النفوسِ الزَّكيةِ!
ومن هذا حالُهُ فلا غروَ أنَّ يُرزَقَ المودَّةَ بينه وبين زوجتهِ؛ لأنها من ثمراتِ المُشَاكلةِ في السَّجايا، والصفات الفاضلة!
وعلى العكسِ من ذلك: المشاكلة ُفي الصفاتِ الرَّديئةِ، والسَّجايا الدَّنيئة! فهي لا تُثمرُ محبةً! ولا تورثُ توددًا!
قالَ النبيُّ الكريمُ _صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه_ فيما أخرجُه مسلم في الصّحيح:
((الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ))
إنَّهُ متى كانَ (الدِّينُ) بين كلِّ زوجينِ، مهما اختلَفا وتعقَّدْتْ مشاكلُهُما؛ فإن لكل عقدةٍ حلاًّ؛ إلاَّ ومعها حَلٌّ
ولنْ يشادَّ هذا الدِّين أحدٌ إلا غلَبهُ، وهو اليسرُ والمساهلةُ والرحمةُ والمغفرةُ واتِّساعُ الذاتِ، وارتفاعُها عن الانحطاطِ
ومن كانتْ هذه حالُهُ فلن يستنكفَ هذا العبدُ أن يكونَ مُتَمَثِّلًا لما خاطبَهُ به النبيُّ الكريمُ _صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه_ من قولهِ كما في "الصحيحين":
((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ))
وإنَّ من ثمرةِ دينِ المرأةِ أن يَظهرَ ذلكَ؛ كما قالتْ عائشةُ _رضيَ اللهُ تعالى عنها_ أن يظهرَ ذلكَ فيها، كما قالتْ عائشة _رضيَ اللهُ تعالى عنها_ فيما أخرجه الإمامُ ابنُ أبي شيبةَ في "مصنفه" بسندٍ فيه لِينٌ* "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لَوْ تَعْلَمْنَ بحَقِّ أَزْوَاجِكُنَّ عَلَيْكُنَّ لَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِ زَوْجِهَا بِنَحْرِ وَجْهِهَا"
فما أجهلَ الرجلَ يُسيءُ معاشرةَ امرأته!
وما أحمقَ المرأة تُسيءُ معاملةَ بعلِها!!". اهـ
،،،
* ننتبه أن الشيخ قال: بسندٍ فيه لِينٌ.